يمر الإنسان في حياته بلحظات من الضيق والهم، حينما تغيب عنه سبل الفرج وتضيق به الدنيا بما رحبت. وفي مثل هذه اللحظات، يجد المؤمن في الدعاء ملاذًا وسكينة، فالدعاء هو الصلة المباشرة بين العبد وربه، وهو الوسيلة التي يمكن أن تضيء ظلمة الروح وتفتح أبواب الأمل. ومن أفضل الأدعية التي يمكن أن نلتجئ إليها هي الأدعية التي وردت عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
دعاء الهم وضيق النفس
عندما يشتد الكرب ويشعر الإنسان بضغط الحياة، تحتاج النفس إلى التسلح بأدعية ترفع البلاء وتفرج الكروب. وللأسف، لا يعرف الكثيرون الفضائل العظيمة لدعاء الكرب والهم وضيق النفس، وهو ما سنعرضه الآن:
- ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول عند الكرب: “لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم”.
- وكان النبي صلى الله عليه وسلم أيضًا يردد: “اللهم رحمتك أرجو، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت”.
فوائد دعاء الكرب والضيق
للدعاء فوائد عديدة خاصة في أوقات الضيق والكرب، فإلى جانب كونه وسيلة للتقرب إلى الله، فإنه:
- يبعث الطمأنينة في النفس ويزيل الهموم والمشاعر السلبية.
- يعزز من علاقة الإنسان بربه ويقوي إيمانه.
- يعد طوق نجاة للإنسان وتذكير له بأن الله هو الملجأ في الشدائد والنعيم.
دعاء الرسول عند الضيق
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم نموذجًا للثبات والصبر في وجه الكروب وضغوط الحياة. وعند مساءته أو حزنه، كان يلجأ إلى الدعاء، وهو ميراث ثمين تركه لنا:
- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كربه أمر قال: “يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث”.
- وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما قال عبد قط إذا أصابه هم أو حزن: اللهم إني عبدك، ابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيّ حكمك، عدل فيّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي، إلا أذهب الله حزنه وهمه وأبدله مكانه فرحًا”.
الدعاء طوق نجاة في بحر الحياة الواسع، ومع كل هم وضيق يأتي الدعاء كنور يشرق في الظلمات. لذا، فلنحرص دومًا على اللجوء إلى الله بالدعاء، محتفظين بإيماننا أنه مهما بلغت الشدائد، فإن الفرج قريب.